الســــ عليكم ورحمة الله وبركاته ــــلام
وسئل الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان:
مسألة: ما حكم قص الشعر على هيئة مأخوذة من مجلات غربية أو قصات معروفة بأسماءمعينة منتشرة بين الناس وهي مستوردة من الغرب أيضاً ؟ إذا انتشرت هذه القصات بين نساء المسلمين بشكل كبير ، هل تعتبر أيضاً تشبهاً أم لا ؟ ( نرجو إيضاح هذا إيضاحاً شافيا ) وما هو الضابط في هذا بارك الله فيكم ، لأن هذا مشكلة تواجه الجميع ؟
فأجاب: خلق الله سبحانه شعر رأس المرأة جمالاً وزينة لها وحرم عليها حلقه إلا لضرورة ، بل شرع لها في الحج أو العمرة أن تقص من رؤوسه قدر أنملة ، في حين إنه شرع للرجال حلقه في هذين النسكين مما يدل على إنه مطلوب من المرأة توفير شعرها وعدم قصه إلا لحاجة غير الزينة ، كأن يكون بها مرض تحتاج معه إلى القص أو تعجز عن معونته لفقرها فتخفف منه بالقص كما فعل بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته . أما إذا قصته من باب التشبه بالكافرات والفاسقات فلا شك في تحريم ذلك ولو كثر ذلك بين نساء المسلمين ما دام أن أصله التشبه فإنه حرام وكثرته لا تبيحه لقوله صلى الله عليه وسلم : *" من تشبه بقوم فهو منهم "* وقوله : *" ليس منا من تشبه بغيرنا "* . والضابط في ذلك أن ما كان من عادات الكفار الخاصة بهم فإنه لا يجوز لنا فعله تشبهاً بهم لأن التشبه بهم في الظاهر يدل على محبتهم في الباطن وقد قال الله تعالى: -(وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)-(المائدة: من الآية51) وتوليهم محبتهم ومن مظاهر المحبة لهم التشبه بهم